لقد سهّل الاتحاد الأوروبي (EU) على مواطني إندونيسيا الحصول على تأشيرات دخول متعددة من طلبهم الثاني. وبشكل عام، يمثل هذا التطور تحولاً في السياسة مع الانتهاء من اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين إندونيسيا والاتحاد الأوروبي.
تأشيرة دخول متعدد الدخول إلى إندونيسيا
جاء هذا الإعلان خلال زيارة الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو إلى بروكسل، حيث التقى برئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين. وأكد الزعيمان على سياسة تخفيف التأشيرات كجزء من التعاون التجاري والدبلوماسي الأوسع نطاقًا.
في السابق، كان المسافرون من إندونيسيا عادةً ما يحصلون على تأشيرات شنغن ذات صلاحية محدودة. ونتيجة لذلك، كان يتعين على المسافرين المتكررين إعادة تقديم الطلب وتكرار الوثائق لكل رحلة.
ومع ذلك، توفر السياسة الجديدة إمكانية سفر أسهل للزوار العائدين، وخاصة رجال الأعمال والسياح والطلاب والمهنيين. وعلاوة على ذلك، يتوقع الاتحاد الأوروبي والحكومة الإندونيسية أن تقلل بشكل كبير من الأعباء الإدارية وتكاليف السفر.
صفقة تاريخية بين إندونيسيا والاتحاد الأوروبي
ويأتي هذا التطور في التأشيرات وسط تسارع المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأوروبي (IEU-CEPA)، وهي اتفاقية تجارية قيد الإعداد منذ فترة طويلة. في الواقع، بدأت المحادثات في عام 2016 وامتدت إلى 16 جولة تفاوضية.
“نحن نعتبر أوروبا مهمة جدًا بالنسبة لنا. ولهذا السبب نود أن نرى المزيد من الوجود الأوروبي والمزيد من المشاركة الأوروبية في اقتصادنا.”
وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي هو خامس أكبر شريك تجاري لإندونيسيا، حيث بلغت قيمة التجارة الثنائية أكثر من 30.1 مليار يورو في عام 2024. على وجه الخصوص، تصدر إندونيسيا زيت النخيل والأحذية والمعدات الكهربائية إلى أوروبا بينما تستورد الآلات والمواد الكيميائية ومنتجات الألبان.
نظام الدخول المتعدد في إندونيسيا
ويتبع النظام الجديد نموذج “تعاقب التأشيرات”، الذي استخدمه الاتحاد الأوروبي سابقًا مع دول مثل الهند والمملكة العربية السعودية. وبالمقابل، فإن مواطني إندونيسيا الذين يحصلون على تأشيرة شنغن الأولى ويمتثلون لشروطها مؤهلون للحصول على تأشيرة دخول متعددة في الزيارات المستقبلية.
على وجه التحديد، ستسمح التأشيرة بدخول عدة مرات صالحة لمدة تصل إلى خمس سنوات، اعتمادًا على ملف المسافر وامتثاله. والجدير بالذكر أن هذه السياسة تنطبق على جميع الدول الأعضاء في شنغن البالغ عددها 29 دولة.
علاوة على ذلك، تدعم هذه الخطوة استراتيجية الاتحاد الأوروبي لتعزيز الروابط الشعبية مع الشركاء الرئيسيين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. كما تتوقع السلطات أيضًا أن يؤدي التغيير إلى تعزيز برامج التبادل الطلابي والسياحة والتعاون في مجال الشركات الناشئة.
البيانات الرسمية
صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، “نحن ديمقراطيات نابضة بالحياة ومتنوعة. في واقع الأمر، اكتشفنا أن الشعار الوطني لإندونيسيا هو الوحدة في التنوع، وأحد جملنا الأساسية في الاتحاد الأوروبي هو الاتحاد في التنوع. لذا، فإننا نتشارك قيمًا وطموحات مشتركة.”
وفي الوقت نفسه، رحب المسؤولون الإندونيسيون بهذه السياسة، واصفين إياها بـ “الإنجاز التاريخي” في تحديث أنظمة التأشيرات.
وعلاوة على ذلك، فإن سهولة الوصول إلى المطار سيفيد المسافرين الدائمين، لا سيما العاملين في مجال الأعمال والأوساط الأكاديمية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الحد من جهود إعادة تقديم الطلبات إلى توفير موارد السفارات وتحسين كفاءة المعالجة. على سبيل المثال، توفر تأشيرة الدخول المتعدد على المسافرين من إعادة تقديم الطلبات لكل زيارة، مما يقلل من الأعمال الورقية ومواعيد السفارات.
التوقعات المستقبلية
واستشرافًا للمستقبل، يُنظر إلى تسهيلات شنجن على أنها نقطة انطلاق نحو مزيد من التنقل والشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإندونيسيا.
إذا سارت خطة IEU-CEPA وفقًا للخطة، فمن المحتمل أن يتبع ذلك المزيد من الإعفاءات من التأشيرات أو خدمات المسار السريع.
الصورة بواسطة Maximalfocus على Unsplash