إحباطات تأشيرة شنغن للمغاربة
إنها معركة مستمرة بالنسبة للمغاربة المتقدمين للحصول على تأشيرة شنغن، على الرغم من كونهم أكبر مجموعة من المتقدمين في العالم.
في عام 2024، تقدم أكثر من 606,000 مغربي بطلب للحصول على تأشيرة شنغن، لكن السلطات رفضت ما يقرب من 20% منهم. ونتيجة لذلك، يعاني آلاف السائحين والطلاب والعائلات والمسافرين من رجال الأعمال من الناحية المالية ويواجهون الاضطراب.
ورداً على ذلك، انتقدت الجماعات الحقوقية العملية الغامضة والرسوم المرتفعة، مؤكدةً على غياب الشفافية في رفض التأشيرات.
طول مدة انتظار تأشيرة شنغن ورسومها المرتفعة
وبشكل عام، يتحمل العديد من المغاربة الانتظار لفترات طويلة في مراكز تحديد المواعيد مثل BLS وVFS، وغالباً ما يدفعون رسوم خدمة تأشيرة شنغن الباهظة. وحتى عندما يتم تأمين المواعيد، لا يتلقى المتقدمون أي تفسيرات واضحة لرفض طلباتهم.
وعلاوة على ذلك، رفضت السلطات أكثر من 136,000 طلب مغربي في عام 2024 وحده، مما كلف المتقدمين أكثر من 118 مليون درهم (حوالي 11 مليون يورو). وعلى وجه التحديد، تمت معالجة أكثر من نصف هذه الطلبات في السفارات الإسبانية والفرنسية، بعد رفع الرسوم إلى 90 يورو. وعلى وجه التحديد، عالجت إسبانيا 84,499 طلبًا، بينما عالجت فرنسا 58,310 طلبًا.
وفي وقت سابق، شدد وزير الخارجية ناصر بوريطة على أن المغرب لن يتسامح مع الممارسات التي ”تمس كرامة المواطن المغربي“.
كان بوريطة يشير إلى السوق السوداء لطلبات تأشيرة شنجن، في شكل وسطاء وممثليات دبلوماسية. وتستخدم هذه الكيانات برمجيات عالية التقنية لسرقة خانات مواعيد التأشيرات بشكل غير قانوني وإعادة بيعها بأسعار باهظة. وقد تصل هذه الأسعار إلى 10,000 درهم مغربي (حوالي 1,000 دولار أمريكي).
لذلك، تآكلت الثقة في عملية التأشيرات، مما جعل الكثيرين يطالبون بالتغيير.
خطوات لتسهيل تجديد تأشيرة شنغن
واستجابةً للإحباط المتزايد، استحدث مركز مكتب العمل والضمان الاجتماعي بالرباط سياسة تجديد التأشيرات بدون مواعيد لبعض المتقدمين. على وجه الخصوص، تستهدف هذه السياسة الجديدة – التي دخلت حيز التنفيذ منذ 24 فبراير 2025 – حاملي التأشيرات طويلة الأجل، بما في ذلك الطلاب والمسافرين من رجال الأعمال.
في حين أن هذه الخطوة تهدف إلى تبسيط العملية، إلا أنها تقدم تخفيفًا محدودًا، حيث لا تزال الحصص تحد من عدد المتقدمين. ومن الواضح أن هذا الإجراء يفشل في معالجة المخاوف الأوسع نطاقاً.
متطلبات التأشيرات المتبادلة المدروسة
في محاولة لتأكيد الكرامة والإنصاف، يناقش البرلمان المغربي فرض متطلبات التأشيرة على المسافرين من الاتحاد الأوروبي. وعلى وجه التحديد، يؤيد خالد السطي ولبنى العلوي، من بين نواب آخرين، هذا الاقتراح، بحجة أن المعاملة بالمثل هي الأساس.
وفي المقابل، أكد وزير الخارجية ناصر بوريطة أن سياسة التأشيرة في المغرب يجب أن تعكس المصالح الوطنية واحترامها. وفي حالة اعتماد قواعد التأشيرة المتبادلة، سيواجه المسافرون من الاتحاد الأوروبي عقبات في الحصول على التأشيرة مماثلة لتلك التي يواجهها المغاربة في طلبات تأشيرة شنغن.
ردود فعل متباينة
ترحب الجماعات الحقوقية والمواطنون المتضررون باقتراح المعاملة بالمثل، على أمل أن يضغط على الدول الأوروبية لتحسين شفافية تأشيرة شنغن.
ومع ذلك، يحذر بعض الخبراء من أن فرض شروط جديدة للحصول على التأشيرة قد يضر بالعلاقات السياحية والاقتصادية. ففي النهاية، يظل الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للمغرب وحليفاً حيوياً في مجالات مثل الهجرة والأمن. وبالتالي، يجب أن يوازن المغرب بين الدفاع عن مواطنيه والحفاظ على التعاون الدولي.
ما التالي؟
لا تزال المناقشات البرلمانية مستمرة، ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد. وفي الوقت نفسه، تقدم الإصلاحات الأخيرة التي أجرتها الرباط بارقة أمل للمتقدمين الذين يسعون لتجديد تأشيرة شنجن.
واستشرافًا للمستقبل، يمكن أن يؤدي طرح التأشيرة الرقمية التي يعتزم الاتحاد الأوروبي إصدارها في عام 2026 إلى إعادة تشكيل المشهد.
الخاتمة
يسلط رد المغرب على إحباطات تأشيرة شنغن الضوء على الدعوات المتزايدة إلى الكرامة والإنصاف في العلاقات الدولية.
وسواء طبقت البلاد تدابير المعاملة بالمثل أم لا، فإن النقاش يشير إلى توترات عميقة حول التنقل والمصلحة الوطنية. علاوة على ذلك، فإن النتيجة ستحدد شكل السفر والدبلوماسية بين المغرب وأوروبا لسنوات قادمة.
أفياوز، CC BY-SA 4.0، عبر ويكيميديا كومنز